وصل رائد وفيصل إلى المقهى ولكن المواقف ممتلئة، “الكلاس” قرّب… وفيصل يقول: ماني ماشي إلا بقهوتي ☕
وقتها قال رائد عبارته الشهيرة: يا ريت في تطبيق نطلب منه والموظف يسلمها لنا في السيارة!
الدكتور يشرح وهم يفكرون… يمكن نصير زي مرسول ومنها دروب من الجامعة بكبرها، أصلاً عندي إنذار!
قبل أن تنطلق في التنفيذ، هنا بعض الأسئلة عن فكرتك:
هل تحل مشكلة؟ 😬
عادة تقوم المشاريع الريادية الناجحة بحل مشكلة، فعلى سبيل المثال يلجأ غالبية الموظفين إلى طلب الغداء من تطبيقات التوصيل في وقت العمل لأن هذه التطبيقات تحل عدة مشاكل:
– عدم وجود وقت كافي للخروج والعودة من المكتب
– ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف
– عدم وجود مواقف كافية حيث أن الخروج يفقد الموظف موقفه
فاصل: ماذا عن المحيط الأزرق Blue Ocean؟ صحيح أن العديد من المنتجات التي نستخدمها كمتجر التطبيقات يعد محيطاً أزرقاً (سوقاً جديداً) إلا أنني أرى ندرة وجود ذلك في المشاريع الريادية وكثرة استخدامها - ولا أبرئ نفسي - كعذر للمواصلة في فكرة ضعيفة يتعلق بها رائد الأعمال عاطفياً 😊
هل المشكلة تتكرر كثيراً؟ 🔁
قد تكون فكرتك رائعة ولكن المشكلة لا تتكرر لدى المستخدم بما فيه الكفاية، مثلاً منتج توقع عمر الشخص من صورته باستخدام الذكاء الاصطناعي، هذا المنتج لا يتوقع أن يقوم المستخدم بإعادة استخدامه حيث أنه سيقوم عالأغلب بتجربتها مرة واحدة، الأفكار المشابهة قد تحصل على نمو سريع لكنها ما تلبث أن تفقد مستخدميها أو كما يقال في الوسط الريادي low retention
هل تناسب السوق في الوقت الحالي؟ 🕗
دعنا نتخيل أنه بعد 20 سنة من الآن أصبح غالبية الموظفين يعملون من المنزل، هل فكرة التوصيل من المطاعم وقت العمل فعالة؟ لا أظن ذلك حيث أن تناول الطعام المطبوخ في المنزل أوفر وصحي أكثر
ماذا عن تطبيقات الإتصال عن بعد مثل Zoom؟ كما يقال: “هذا وقتها”
فاصل: ماذا إذا كان تكرار الاستخدام غير متوقع ولكن المشكلة كبيرة؟ يقول: "تطبيقي يساعد المستخدم في شراء منزل، صحيح أن ذلك لا يتكرر كثيراً لكنه شيء كبير فعلاً" أتفق معك، ولكن احرص على وجود نموذج عمل قوي بحيث أنك تحصل على مبلغ كبير عند كل عملية شراء
هل هناك عدد كاف من المستخدمين؟ 👥
أحياناً تكون الفكرة مميزة ولكن السوق أو شريحة المستخدمين صغيرة جداً، على الرغم من كوني أحد الباحثين على مقاهي تقدم قهوة منزوعة الكافيين، إلا أني أرى أن سوقها في المملكة صغير جداً، ألا ترى مقاهي القهوة المختصة ممتلئة بعد منتصف الليل؟
قد يناسب مقهى مماثل سوق كاليفورنيا في الوقت الحالي لكنني أظن المقهى المحلي سيغلق أبوابه سريعاً!
هل الشريحة المستهدفة لديها قدرة شرائية عالية؟ 💰
بعض التطبيقات لديها قاعدة مستخدمين كبيرة جداً ولكنها تفشل في الحصول على عائد مالي كاف نظراً إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المستخدمين
احرص أن يكون دخلك الأساسي من أسواق قوية اقتصادياً ولا يمنع استهداف أسواق أخرى
فاصل: ولكنني لا أستهدف بيع أي منتج، نموذج عملي قائم على الإعلانات
لا فرق في ذلك حيث أن الأسواق الضعيفة إقتصادياً عوائد الإعلانات فيها منخفضة
هل تخدم أكثر من شريحة؟ ↔️
هذا السؤال لا يؤثر كثيراً على قوة الفكرة ولكنه مفيد لفهم التحديات بشكل أكبر
يطلق على الأفكار التي لديها أكثر من شريحة من العملاء “سوق” أو marketplace
إليك بعض الأمثلة لتطبيقات شهيرة والشرائح الموجودة فيها:
أمازون: المتسوقون والبائعون – كريم: الركاب والكباتن – هنقرستيشن: الزبائن، المطاعم، السائقون – Linkedin: الموظفون والشركات
في حال كانت فكرتك تستهدف أكثر من شريحة، يزداد العمل تعقيداً ويبرز سؤالان أحدهما صعب والآخر سهل:
– أي شريحة أستهدف أولاً؟ (الصعب)
– الدخل يكون من أي شريحة؟ (السهل)
* لم تتم الإجابة على الأسئلة الآن لكون المقالة متخصصة في مرحلة الفكرة وتتطلب الإجابة شرح مفصّل
معلومة: في حال كون المنصة تربط عدة أطراف من نفس الشريحة، تسمى شبكة Network كما هو الحال في تويتر أو واتساب، في حال كون الربط بين شرائح مختلفة كالركاب والكباتن في كريم يطلق عليها اسم سوق Marketplace
فكرة رائد
لنحلل فكرة رائد:
هل الفكرة رهيبة؟ نعم، على الرغم من وجود تطبيقات توصيل كثيرة ووجود تطبيقات لتجهيز الطلب قبل الوصول، التركيز على إحضار الطلب للسيارة مميز
هل تحل مشكلة؟ نعم، فعلياً العديد من محلات القهوة المختصة المواقف أمامها محدودة وعادة الوقت ضيق في الطريق إلى الجامعة\العمل
هل تناسب السوق الآن؟ بكل تأكيد، مع انتشار محلات شرب القهوة المختصة وثقافة شرب القهوة في المجمتع
هل تتكرر؟ نعم، عادة تحصل كل يوم عند الكثير من الناس، بل وعدة مرات في اليوم
هل لدى الشريحة قدرة شرائية؟ بكل تأكيد، حيث أن القهوة المختصة أسعارها مرتفعة
هل الفكرة أكثر من شريحة؟ نعم، المقاهي والزبائن، وعلى رائد وشريكه فيصل دراسة التحديات من الطرفين
معلومة: يفضل قيام رائد الأعمال بحل مشكلة يواجها شخصياً كما هي الحال مع رائد، حيث يكون فهمه لأبعاد المشكلة واهتمامه بحلها كبير
أخيراً: ليس مطلوب منك أن تتخلى عن فكرتك في حال كونها لا تجاوب هذه الأسئلة، ولكنها فرصة رائعة لإعادة صياغة فكرتك، عبر تبسيطها أو تغيير الجمهور المستهدف مثلاً. كما هو الحال في كثير من مراحل ريادة الأعمال، أنت بحاجة إلى القيام بتغييرات عديدة بشكل مستمر.
أتمنى لك التوفيق يا صاحب الفكرة الرهيبة 🙂
استمر .. وفقك الله وسخر لك عباده الصالحين